کد مطلب:306583 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:173

تابوت البین یبهج الزهراء


أخذ الیل یتلمس طریقه بجلبابه الأسود.

و لتأخذ النجوم محلها فی الكون.

فی ذلك الوقت دخلت (اسماء بنت عمیس) المرأة الطاهرة، الیت اعتادت ان تعید و تعین سیدتها الزهراء فی مرضها، فنظرت إلی بنت نبیها فرأتها مشرفة علی الموت لا محالة.

فهامت فی كآبة شدیدة جعلتها ساكنة لا تستطیع ان تنبس ببنت شفة.. اذ صارت عیناها تلتمع فیها موجة الدموع علی حال فاطمة البضعة.

كانت الزهراء تعلم ما یدور فی ذهن اسماء.. فكسّرت خواطرها الحزینة هذه، و كلمتها قائلة:

- (انی استقبحت ما یصنع بالنساء انه یُطرح علی المرأة الثوب فیصفها لمن رای، الا تجعلین لی شیئاً یسترنی).

فقالت أسماء و هی تأخذ بأنامل سیدتها و تمسح بها دموع عینیها:

- (سیدتی أنی اذ كنت بأرض الحبشة، رأیتهم یصنعون شیئاً أفلا أصنع لك؟ فقالت الزهراء- نعم).

(فدعت أسماء بسریر فأكبته لوجهه، ثم دعت بجرائد فشدته من قوائمه، ثم جللته ثوباً، و قالت: هكذا رأیتهم یصنعون). [1] .

فقالت سلام اللَّه علیها و قد اشرقت سرائرها، و فاض نور دافق رائع الجمال من عینیها، و كأنها مخلوق جدید، تخلت عن كل احزانها التی كانت تمتلك روحها.


.. ففغرت شفتیها، و توردت و جنتاها و قد افترت عن بسمة فیاضة بالبشر و الفرحة:

- (اصنعی لی مثله، استرینی سترك اللَّه من النار.

- ثم أردفت:- ما أحسن هذا و أجمله لا تعربه المرأة من الرجل).

فدهشت اسماء دهشة عظیمة، و هی تری كل هذا الحبور والفرح یعلو سیدتها، بعد ان فارقتها الابتسامة عند رحیل أبیها الرسول صلی اللَّه علیه و آله و سلم.



[1] عن أنس في نورالابصار ص 40، بيت الاحزان للقمي، الانوار البهية، ذخائر العقبي ص 53 البيهقي في سننه ج 4 ص 34.